مراجعة المدير المالي

الأداء التشغيلي لعام 2024

كان عام 2024 عامًا مميزًا لـ“سال“، حيث نمت الشركة نموًا مثمرًا وحققت تقدمًا استراتيجيًا بارزًا، وقد شهدت أقسام المناولة الأرضية والخدمات اللوجستية تطورًا كبيرًا في عملياتها؛ مما يعكس قوة أدائها وتحقيق أهدافها الطموحة.

في بداية عام 2024، تأثرت بعض أعمال المناولة بالتطورات الجيوسياسية، بينما تمكنت الشركة من استغلال هذه التغيرات كفرص استراتيجية في السوق؛ مما أسهم في نمو كبير في معدلات الشحن الجوي خلال الربع الأول، ومع تقدم العام، عززت مبادرات رؤية المملكة 2030 دور المملكة العربية السعودية كمركز لوجستي عالمي؛ مما ساهم في تسريع النمو في القطاع. وكان لزيادة معدلات التجارة الإلكترونية الكبيرة دور بارز في هذا النمو، حيث أسهم بشكل كبير في الزيادة الإجمالية بنسبة 20% سنويًا في معدلات الشحن الجوي.

كما شهد قسم الخدمات اللوجستية في الشركة نموًا ملحوظًا أيضًا، حيث حقق زيادة بنسبة 15% في النمو الطبيعي، وكان تحسنه هذا مدفوعًا بشكل رئيسي بالخدمات اللوجستية المقدمة للفعاليات الكبرى مثل موسم الرياض، مما يعكس قدرة القسم على إدارة العمليات المعقدة وواسعة النطاق بأعلى درجة من الكفاءة، كما يعزز مكانته في السوق كأحد الرواد الرئيسيين في القطاع.

بلغت إيرادات الشركة الإجمالية 1.63 مليار ريال سعودي، محققةً زيادة ملحوظة بنسبة 12% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. جاءت هذه الزيادة نتيجة لتحسين العمليات عبر مختلف الأقسام، خاصة في قطاع الخدمات اللوجستية، الذي يتميز بهوامش تشغيلية أقل مقارنة بالقطاعات الأخرى.

في خطوة استراتيجية أخرى، نجحت الشركة في تجديد عقود الإيجار الرئيسية طويلة الأجل؛ مما مكنها من تأمين مرافقها الحيوية وتوفير مبالغ مادية كبيرة في تكاليف الإيجار. وكان من أبرز هذه العقود تجديد عقد الإيجار لمرافق الشحن في مطار الملك خالد لمدة 20 عامًا؛ مما ساهم في تقليص التكاليف بشكل كبير وتعزيز الكفاءة التشغيلية. وبفضل هذه الخطوات المدروسة، تمكنت الشركة من الحفاظ على ربحية قوية من خلال استراتيجيات ترشيد التكاليف وتوفير مصروفات الإيجار.

شهدت الشركة زيادة في نفقاتها العامة والإدارية خلال العام، حيث وجهت استثمارات استراتيجية في مجالات محورية مثل السرد الاستراتيجي، والتدريب والتطوير، وخدمات تقنية المعلومات، بهدف تعزيز قدراتها التشغيلية وزيادة الكفاءة ودفع عجلة الابتكار. وعلى الرغم من تلك الزيادة، تمكنت الشركة من تقليص نسبة المدينين المشكوك في تحصيلهم بفضل الجهود الفعّالة في الاسترداد؛ مما ساعد على تحسين الأداء المالي العام. . ففي بداية العام، سجلت الشركة انخفاضًا في العوائد من المدينين المشكوك في تحصيلهم، ثم شهدت بعدها زيادة طفيفة في الربع الرابع نتيجة لاستمرار جهود الاسترداد الناجحة.

وبينما اتبعنا نهجًا أكثر حذرًا في التعامل مع انخفاض قيمة المستحقات نتيجة للتحديات الإقليمية المستمرة، إلا أن أدائنا المالي بقي قويًا؛ ما يعكس التزامنا العميق بالإدارة المالية الرشيدة والتخفيف من المخاطر.

وفيما يتعلق بالملامح الهامشية، تتمتع الشركة بخصائص مميزة في كل من قطاع المناولة الأرضية والخدمات اللوجستية. ففي قطاع المناولة، حيث تكون التكلفة ثابتة إلى حد كبير، تؤثر أي زيادة في الإيرادات بشكل كبير على هوامش التشغيل. وهذا يعني أن تقلبات معدلات الشحن تؤدي إلى تغييرات ملحوظة في هوامش الربح. أما في قطاع الخدمات اللوجستية، فتتقلب الهوامش بشكل أقل بسبب تقلبات التكلفة، والعمليات الموسمية للنقل والمشاريع، إضافة إلى تكاليف انخفاض قيمة المستحقات القديمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأداء السنوي.

الأداء المالي للربع الرابع 2024

 عكس الربع الرابع من عام 2024 المرونة التي تتمتع بها سال على التقدم الاستراتيجي، في ظل ظروف مقارنة صعبة، نتيجة للأداء القوي بنهاية عام 2023 وبداية التوترات في البحر الأحمر وسجلت الإيرادات في الربع الأخير من العام 408 مليون ريال سعودي، بانخفاض قدره 1% مقارنة بالعام السابق، حيث سجل قطاع المناولة الأرضية 334 مليون ريال (-2%) وقطاع الخدمات اللوجستية 74 مليون ريال (+4%)؛ مما يعكس استمرارية الزيادة والزخم في قطاع الخدمات اللوجستية.

كما بلغت الأرباح التشغيلية (EBIT) في الربع الرابع 155 مليون ريال سعودي؛ مما يعكس انخفاضًا قدره 24% مقارنة بالعام السابق. وخلال الربع، زادت نفقاتنا العامة والإدارية نتيجة للاستثمارات الاستراتيجية في الكفاءات الداخلية، والتي شملت الإرساء الاستراتيجي لاستراتيجيتنا لعام 2031، وإطلاق برنامج التدريب، وتطوير خدمات تقنية المعلومات بهدف تعزيز الكفاءات التشغيلية، وزيادة الكفاءة، وتعزيز الابتكار.

كما أن الربحية تأثرت بانخفاض مستوى الاستفادة من الموارد، والخصم الاستثنائي على المستحقات القديمة في قطاع الخدمات اللوجستية.

وعلى الرغم من هذه التأثيرات قصيرة المدى، حافظت الشركة على هامش تشغيلي ثابت بنسبة 38.0% في الربع الرابع، حيث سجل قطاع المناولة الأرضية 46.1% وقطاع الخدمات اللوجستية 1.4%. ويعكس هذا التنوع المستمر في منتجاتنا، حيث تمكنا من إضافة الأعمال التجارية للتجارة الإلكترونية مع دخل منخفض من الجوانب البرية، مما أثر على أدائنا. كما شهد الربع الرابع عودة الطلب إلى مستوياته الطبيعية بعد الظروف الاستثنائية التي شهدها سوق النقل البحري والجوي في أواخر عام 2023.

ويبرهن هذا الأداء في الربع الرابع على قدرتنا على الاستمرار في الأداء الجيد بينما يظل تركيزنا على النمو للبقاء في الصدارة؛ مما يضمن لنا بأننا في وضع قوي عندما تؤثر الآثار السلبية لتعطيل الأعمال في البحر الأحمر إلى الوضع الطبيعي، حيث ندخل عام 2025 بثقة في قدرتنا على استغلال الفرص الجديدة في السوق اللوجستي المليء بالتغيرات والتطورات في المملكة.

صافي الدخل

من الجدير بالذكر أن عوائد الاستثمار شهدت تحسنًا ملحوظًا؛ ويعزى ذلك إلى الاستفادة من هوامش استثمارية أفضل، في حين انخفضت تكاليف التمويل بفضل التعديلات التي أجريناها على اتفاقيات الإيجار.

إجمالاً، حققنا أرباحًا استثنائية هذا العام، حيث شهدت الأرباح زيادة قدرها 30% مقارنة بالعام الماضي، ليصل إجمالي أرباحنا إلى 661 مليون ريال سعودي، ويعكس هذا الإنجاز بوضوح قوة أدائنا المالي، ويؤكد قدرتنا على تنفيذ استراتيجياتنا بكفاءة وفعالية عالية.

	31-2024 ديسمبر	31-ديسمبر 2023	التباين	التغير بالنسبة المئوية %
الأرباح	1,633,957	1,455,712	178,245	%12
تكلفة المبيعات	(718,742)	(680,143)	(38,599)	%6
إجمالي الأرباح	915,215	775,569	139,646	%18
دخل من مصادر أخرى	1,572	4,988	(3,416)	-%68
مصاريف البيع والتوزيع	(48,440)	(33,205)	(15,235)	%46
المصروفات العامة والإدارية	(175,558)	(141,746)	(33,812)	%24
عكس انخفاض القيمة/(الرسوم) على مستحقات تجارية	16,627	(19,407)	36,034	-%186
الأرباح التشغيلية	709,416	(189,370)	898,786	-%475
الدخل التمويلي	59,495	51,614	7,881	%15
تكاليف التمويل	(74,434)	(87,253)	12,819	-%15
تكاليف التمويل الصافية	(14,939)	(35,639)	20,700	-%58
الربح قبل الزكاة	694,477	550,560	143,917	%26
الزكاة	(33,042)	(40,844)	7,802	-%19
ربح السنة	661,435	509,716	151,719	%30

الوضع المالي

لا يزال وضعنا المالي قويًا، ويظهر ذلك جليًا من خلال الانخفاض الاستراتيجي في الأصول غير المتداولة، الذي يعود بشكل رئيسي إلى تقليص أصول حق الانتفاع لمحطات مناولة البضائع في الدمام والرياض. فقد دخلنا في عقود طويلة الأجل ومتجددة لهذه الإيجارات؛ مما يعكس التزامنا الدائم بتحسين استخدام الأصول وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

كما تعكس الزيادة في مستحقاتنا التجارية نمو أعمالنا الأساسية ونجاح جهودنا في التحصيل؛ مما يعزز تواجدنا القوي في السوق ويقوي علاقاتنا مع عملائنا. وفي نفس الوقت، فقد انخفضت الالتزامات غير المتداولة تماشيًا مع تقليص أصول حق الانتفاع، بينما ارتفعت الالتزامات المتداولة في إطار جهودنا لتطوير رأس المال العامل، مثل تمديد شروط الائتمان مع الموردين. تُظهر هذه التعديلات الاستراتيجية قدرتنا على تعزيز ميزانيتنا العمومية؛ مما يضعنا في موقف قوي يمكننا من خلاله الاستعداد للنمو المستقبلي وتحقيق التميز التشغيلي.

التدفق النقدي

تواصل الشركة تحقيق أداء مالي استثنائي في التدفقات النقدية، حيث بلغ رصيد النقد في نهاية الفترة من عام 2024م ما قيمته 1,362 مليون ريال سعودي، مقارنةً بـ 1,210 مليون ريال سعودي في بداية الفترة، محققاً بذلك نمواً.

كما تجدر الإشارة إلى أن رصيد النقد في نهاية الفترة يشمل ودائع المرابحة قصيرة الأجل، وهي ودائع لدى بنوك محلية بفترة استحقاق تتجاوز ثلاثة أشهر من تاريخ الاستثمار. ووفقًا للمعايير المحاسبية، تُصنف هذه الودائع كاستثمارات قصيرة الأجل ولا تعد في حكم النقد المكافئ، وبالتالي تُستبعد من رصيد النقد وما في حكمه المُبلّغ في بداية الفترة.

ورغم التدفقات الخارجة، إلا أننا في وضع استراتيجي قوي يتيح لنا تأمين التمويل عند الحاجة، مما يضمن مرونتنا المالية وقدرتنا على التكيف مع التحديات المستقبلية، ونحن واثقون من قدرتنا على الاستفادة من الفرص القادمة وضمان النمو المستدام والربحية في المستقبل.

الأنشطة التشغيلية

بلغ صافي التدفقات النقدية الناتجة عن الأنشطة التشغيلية (باستثناء التغيرات في رأس المال العامل) 815 مليون ريال سعودي؛ مما يعكس جودة أرباح الشركة العالية وقدرتها على تحويل الإيرادات إلى نقد. ومن أبرز ما تحقق خلال العام هو الانخفاض في التعديلات غير النقدية؛ مما يبرز التحسن في قدرة الشركة على توليد النقد من عملياتها الأساسية.
أما التغيرات في رأس المال العامل، فقد أسفرت عن تدفق نقدي خارجي قدره 19 مليون ريال سعودي؛ بسبب التغيرات في الحسابات المستحقة من العملاء والموردين، مما يعكس الفروق في توقيت تحصيل المدفوعات من العملاء ودفع المستحقات للموردين.

الأنشطة الاستثمارية

بلغت الاستثمارات في النفقات الرأسمالية (CAPEX) 72 مليون ريال سعودي؛ مما يعزز التزام الشركة بتطوير العمليات وتعزيز النمو المستدام على المدى البعيد، وقد تم توجيه هذه الاستثمارات بما يتماشى مع الأولويات الاستراتيجية وضمان توزيع رأس المال بشكل منظم ومدروس.

في عام 2020، انطلقت الشركة في رحلة نحو النمو، حيث بدأت بتسجيل إيرادات قدرها 847 مليون ريال سعودي، وهي نقطة البداية التي وضعت الأسس لنجاحات قادمة. وخلال السنوات الأربع التالية، شهدنا تحولًا كبيرًا في الأداء المالي، حيث تضاعفت الإيرادات تقريبًا لتصل إلى 1.63 مليار ريال سعودي في عام 2024، ما يعكس نموًا سنويًا مركبًا بنسبة 14%. هذا الارتفاع المذهل في الإيرادات كان مدعومًا بزيادة مماثلة في صافي الربح، الذي ارتفع من 238 مليون ريال سعودي في 2020 إلى 661 مليون ريال سعودي في 2024، مسجلاً نموًا سنويًا مركبًا بنسبة 23%. ويعكس هذا التحسن الكبير فعالية استراتيجياتنا والتزامنا المستمر بالتميز التشغيلي.

ولم يكن النمو المالي مقتصرًا على الإيرادات والأرباح فقط، بل شمل أيضًا الأداء التشغيلي. فالأرباح قبل الفوائد والضرائب (EBIT) شهدت نموًا ثابتًا، حيث ارتفعت من 312 مليون ريال سعودي في 2020 إلى 709 ملايين ريال سعودي في 2024، في حين تحسن هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب من 36.8% إلى 43.4%، ويعكس هذا التحسن بوضوح تعزيز الكفاءة التشغيلية والقدرة على التكيف مع البيئة التنافسية. هذه النتائج تسلط الضوء على قدرة “سال” على التنقل في سوق تنافسي مع تحقيق مستويات قياسية من الربحية والكفاءة التشغيلية.

أحد أبرز المؤشرات التي تدل على قوتنا المالية كان التدفق النقدي الحر المعدل، الذي وصل إلى أعلى مستوى له في 2024، حيث بلغ 724 مليون ريال سعودي، مما يظهر التزامنا بإدارة رأس المال العامل بشكل مميز، ويعكس قوة أدائنا المالي وقدرتنا على تقديم قيمة مضافة للمساهمين.

وقد كان أحد العوامل الرئيسية وراء هذه النجاحات كان التركيز الاستراتيجي على الحفاظ على مستويات سيولة قوية، حيث تم إدارة النفقات الرأسمالية بشكل فعال، مما سمح لشركة “سال” بالاستثمار بشكل استراتيجي في مبادرات تعزيز النمو، كما أسهم توليد النقد القوي في دعم زيادة مدفوعات الأرباح التي وصلت إلى 494 مليون ريال سعودي في عام 2024.

ولم تأتِ هذه النجاحات من فراغ؛ بل كانت نتيجة لتركيزنا الاستراتيجي على التميز التشغيلي والابتكار المستمر. على مدار السنوات الخمس الماضية، قمنا بتوسيع حصتنا السوقية بشكل ملحوظ، وخصوصًا في القطاعات ذات النمو المرتفع مثل الشحن المتخصص والبريد السريع والخدمات اللوجستية المتخصصة. كما قمنا بالاستثمار في تقنيات متقدمة وعملنا على تبسيط العمليات، مما عزز مكانتنا كرائد وطني في مجال الخدمات اللوجستية بالمملكة. إضافة إلى ذلك، كانت استراتيجياتنا في الاستدامة وتماشيها مع رؤية 2030 حجر الزاوية في ضمان النمو طويل المدى وزيادة المرونة في بيئة لوجستية سريعة التغير، حيث ساعدت هذه الاستراتيجيات على تعزيز قوة الشركة في التكيف مع الظروف المتغيرة، وهو ما يضمن لنا موقعًا رياديًا في السوق السعودي.

ومع بداية عام 2025 وما بعده، نواصل البناء على هذا الزخم الاستراتيجي والمالي، مما يعزز من قدرتنا على الاستفادة من الفرص المستقبلية والتغلب على التحديات. كما نثق بأن هذه الرؤية القوية والإدارة المالية الحكيمة ستضمن لنا النمو المستدام والربحية المستمرة.